ما نراه من تطور هائل في الصناعة السعودية لم يأتي من فراغ بل هو نتاج عمل شاق ومستمر ورغبة دائمة في التقدم والبقاء في المقدمة، ويعد أحد أهم مظاهر هذا التطور الذي نراه في الآونة الأخيرة على الصعيد الصناعي هو برنامج مصانع المستقبل الذي يهدف إلى تحويل ما يقرب من أربعة ألاف مصنع إلى أن يكونون قائمين بالكامل على التقنيات والتكنولوجيا الحديثة، وهذا ما سيساهم كثيرا على تقليص العمالة الغير ماهرة وتبديلهم بعمالة ماهرة وذو جودة عالية لكي يكونون قادرين على مواكبة تلك التقنيات والتعامل معها بشكل طبيعي، وعلاوة على ذلك تلك المصانع ستساهم أيضاً في تخفيض تكاليف الإنتاج وبالتالي سيتضاعف حجم الإنتاج، وهذا ما سيؤدي إلى زيادة حجم الإنتاج وزيادة الحدة التنافسية فيما بين المصانع.
يعتبر برنامج مصانع المستقبل هي المبادرة الأكبر في تاريخ الصناعة السعودية، فعلى الرغم من أن المملكة تهتم بشكل دائم بالقطاع الصناعي، إلى أن لا يوجد أياً من المبادرات السابقة التي يمكن مقارنتها بمبادرة برنامج المصانع، فالأهداف التي تم وضعها في هذا البرنامج هائلة، فعند الحديث على أن هناك رغبة في تحويل ما يقرب من 4000 مصنع من مصانع تقليدية تعتمد على العمالة في شكلها العادي إلى مصانع ذكية قائمة في المقام الأول على العلم والتكنولوجيا، ولذلك هناك توقع أن هذه المبادرة سوف تحدث الفارق في الصندوق الصناعي، وسوف تساهم كثيراً في تعزيز الاكتفاء الذاتي الصناعي في المملكة العربية السعودية.
ينصب هدف البرنامج في تعزيز الارتقاء بالمستوى الرقمي في القطاع الصناعي، حيث أن الخطة التي تم وضعها بالكامل هدفها الرئيسي هي رفع كفاءة التشغيل والإنتاجية.
ما هي أهداف برنامج مصانع المستقبل؟
مما لا شك فيه أن هناك العديد من الأهداف المنتظرة والمرجوة من البرنامج متمثلة فيما يلي:
زيادة حجم الصادرات:
يعتبر أحد أهم الأهداف الرئيسية والمنتظرة من البرنامج هو تعزيز حجم الصادرات، حيث أن تلك المصانع سيكون لها دور قوي وفعال من حيث زيادة ومضاعفة حجم الإنتاج، وهذا ما سيؤدي إلى تواجد وفرة في المنتجات ومن ثم اتاحة فرصة لتصدير تلك المنتجات إلى مختلف الدول و المناطق التي لديها طلب على تلك المنتجات.
زيادة الدخل القومي:
تحظو تلك المصانع بنسب مبيعات هائلة وبالتالي فهي قادرة على تزويد الدخل القومي، وبسبب أن المملكة حريصة بشكل دائم على تنوع مصادر الدخل الخاصة بها، فهي حريصة كل الحرص على أن يتم تنفيذ البرنامج بالشكل الأمثل لكي يكون مصدر دخل أساسي وفعال.
رفع كفاءة التشغيل:
البرنامج يهدف في المقام الأول إلى الاعتماد على التقنيات المتطورة، وهذا ما يؤدي إلى رفع كفاءة التشغيل بشكل ملحوظ، كما أن الرؤية التي تم وضعها لكفاءة التشغيل من تلك المصانع فهي رؤية غير مسبوقة ولم يتم الوصول إليها من قبل.
تعزيز القدرات الصناعية:
بسبب ما تحتاجه تلك المصانع من عمالة ماهرة وجودة عالية لكي يتمكنوا من التعامل مع التقنيات المتطورة المتواجدة في الآلات والمعدات، هذا ما أدى إلى رفع وتعزيز القدرات الصناعية بشكل ملحوظ، بالإضافة إلى أن تلك المصانع المتواجدة في البرنامج سيكون لها الدور الأبرز في إشعال المنافسة فيما بين المصانع المختلفة، ومن ثم سيحرص كل مصنع على التطور وصنع ميزة تنافسية له، وهذا ما سيؤدي إلى تعزيز القدرات الصناعية.
توفير وظائف نوعية وجذابة:
واحد من أهم أهداف البرنامج هو توفير فرص وظيفية نوعية وجذابة، فتلك المصانع ليست مثل المصانع التقليدية التي تحتاج إلى نوع أو فئة واحدة من العمالة، فالمصانع المتواجدة في البرنامج هي مصانع تشبك كبرى الشركات والمؤسسات التي تحتاج إلى باقة وافرة من الوظائف، وبالتالي فهي قادرة على اتاحة فرص وظيفية ممتازة ومختلفة.
يمكنك قراءة المزيد حول: دراسة جدوى المشروعات الاستثمارية
متطلبات برنامج مصانع المستقبل
- أن تكون عمليات الإنتاج متكاملة.
- أن تكون سلاسل عمليات الإنتاج متكاملة.
- أن تكون دورة حياة المنتج متكاملة.
- أن يكون هناك اتصال وترابط فيما بين الأقسام الإدارية المختلفة.
- الاتصال والترابط فيما بين الأنظمة الخاصة بالمرافق.
- أن تكون المعدات ونظم الإنتاج قائمة على الذكاء.
- الذكاء في كافة الأقسام وخصوصاً الإدارية.
- أن يكون هناك ذكاء في كافة أنظمة المرافق.
- الحرص على أن يكون هناك تعليم وتطوير دوري في القوى العاملة.
- أن يكون هناك تحلي بدرجة عالية من الكفاءة في القيادة.
- ضرورة تواجد ثقافة التعاون فيما بين العمالة سواء في الداخل أو في الخارج.
- أن يكون هناك انضباط كامل في النواحي التي لها علاقة بـ الاستراتيجية والحوكمة.
ما هي القطاعات الصناعية الاستراتيجية التي يركز عليها برنامج مصانع المستقبل؟
هناك أكثر من قطاع يركز عليه البرنامج وتتمثل أهم هذه القطاعات فيما يلي:
قطاع السيارات:
يعد قطاع السيارات من أبرز القطاعات التي يركز عليها البرنامج، وهذا بسبب أن السيارات وقطع الغيار الخاصة بها الطلب متزايد عليهم بشكل دائم داخل المملكة العربية السعودية، وبالتالي لم يعد هناك مفر سوى أن يكون هناك مصانع تخصصها الأول هو صناعة تلك السيارات وصناعة مكوناتها بالكامل، وهذا ما سيساهم بشكل ملحوظ في وقف نزيف الاستيراد الخاص بشأن هذا القطاع الذي يجعل المملكة مجبورة على دفع تكاليف هائلة للحصول عليها من الخارج.
قطاع الدفاع والأمن:
تهدف المملكة في الوقت الحالي أن يكون برنامج مصانع المستقبل مصدر قوي للصناعات التي لها علاقة بالدفاع والأمن، سواء كانت الأسلحة أو الذخيرة أو المعدات الحربية وإلى أخره، فهذا القطاع يحظى بدعم كبير رغبةً في أن يكون هناك اكتفاء ذاتي في هذا القطاع.
الطاقة المتجددة:
ليس بالسر أن النفط والطاقة المتجددة هما من أهم مصادر الدخل القومي للمملكة العربية السعودية، ولذلك بات من المنطقي أن نرى هذا الكم من الحرص والاهتمام بقطاع الطاقة المتجددة في البرنامج، حيث أن هناك العديد من المصانع التي تم إنشاؤها ورصدها لكي تكون مصدر قوي وداعم لإنتاج وتوفير الطاقة المتجددة.
والأمر لا يتوقف فقط على الإنتاج، بل أن الحكومة في المملكة تسعى إلى أن يكون بجانب الاكتفاء الذاتي الذي لديها في الطاقة، أن يكون لديها هناك فائض أيضاً تتمكن تصديره ومن ثم تتمكن من الحصول على العملة الصعبة، وهذا ما يساعدها كثيرا في التطور والارتقاء على الصعيد الاقتصادي.
قطاع الفضاء والطيران:
يعتبر قطاع الفضاء والطيران من أهم القطاعات التي يركز عليها برنامج مصانع المستقبل، حيث أن الرغبة السائدة داخل المملكة في الوقت الحالي هي استخدام هذا البرنامج وتخصيص عدد كبير من المصانع لإنتاج كل ما له علاقة بالطيران أو الفضاء، سواء كان طائرات أو المراكب الفضائية وإلخ، وهذا ما يؤكد أن هذا البرنامج هو من أكبر وأضخم البرامج التي ستساهم في ارتقاء الصعيد الصناعي بالكامل داخل المملكة.
الأجهزة الطبية:
واحد من أهم القطاعات التي يركز عليها البرنامج هو القطاع الطبي، في إنتاج الأجهزة والمعدات الطبية وعدم استيراد أي من تلك الأجهزة من الخارج باتت أولوية حقيقية في الوقت الراهن، ولذلك هناك سعي واهتمام بشأن تخصيص عدد جديد لتصنيع كل ما له علاقة بالقطاع الطبي.
قد يهمك القراءة حول: دور التراخيص الصناعية في تعزيز الابتكار وتنمية الصناعة
أهم مسارات برنامج مصانع المستقبل
هناك مسارين رئيسيين لهذا البرنامج متمثلين فيما يلي:
أولاً: مسار المصانع القائمة حالياً:
هناك رؤية في المملكة في الوقت الحالي وهي تحويل المصانع التقليدية الموجودة إلى مصانع ذو جودة عالية وذو معايير خاصة، تتميز في المقام الأول بالارتقاء التشغيلي ومدها بأبرز التقنيات المتقدمة.
ثانياً: مسار المصانع الجديدة:
وهو فكرة متمثلة في أن يكون كافة المصانع التي سيتم إنشائها حديثاً أن يتم إنشاؤها بناءً على معايير الجودة الممتازة، وأن تكون قادرة على تقديم منتجات عالية متمثلة في كفاءة التصنيع، وعلاوة على ذلك أن يتم التركيز على القطاعات الاستراتيجية.
هل هناك فرصة لكافة المصانع المرخصة في المملكة أن تستفيد من برنامج مصانع المستقبل؟
هناك العديد من المزايا التي يمكن الاستفادة بها من خلال هذا البرنامج، ولكن تعد الميزة الأبرز والأهم هي أن كافة المصانع لديها فرصة الاستفادة من هذا البرنامج، والأمر غير متوقف على نوع معين من المصانع أو مستوى معين من التطور التقني، حيث أنه أياُ كان التطور التقني بالنسبة للمصنع فهو قادر على الاستفادة من هذا البرنامج بشرط واحد فقط أن يكون هذا المصنع مرخص داخل المملكة.
تعرف على أهم المميزات الموجودة في برنامج مصانع المستقبل:
مثل هذه البرامج دائماً ما يكون لها بعض المميزات متمثلة فيما يلي:
1. تعزيز الوعي بأهمية المنتج المحلي:
يساهم البرنامج بدور قوي وفعال من حيث تعزيز الوعي بأهمية المنتج المحلي، فبدلا من الاعتماد على الاستيراد من الخارج بات من السهل استغلال المصانع سواء التي سيتم تحويلها أو التي سيتم إنشائها لكي يتم التصنيع بداخلها كافة تلك المنتجات التي سيتم استيرادها، وهذا ما سيساهم كثيراً في دعم المنتج المحلي من ناحية، ومن ناحية أخرى تقليل تكاليف استيراد تلك المنتجات التي تتكلف مبالغ هائلة.
2. تفادي التعثر:
كما نعلم جميعا في العديد من الأوقات قد تمر أيا من الدول بأزمة اقتصادية، وبالتالي يكون من الصعب عليها أن توجه جزء كبير من نفقاتها للاستيراد سواء كان للسلع الأساسية أو مختلف السلع بشكل عام، وهذا ما سيقضي عليه تماما البرنامج، حيث أنه سيكون هناك اكتفاء ذاتي ووفر كبير من تلك الاحتياجات من خلال استغلال المصانع، وبالتالي إمكانية أن تتعثر الدولة يكون أمر مستبعد ومن الصعب حدوثه، وهذا من المؤكد ما تتمناه كافة الدول.
3.تطوير المصانع:
من أهم الأدوار التي يلعبها برنامج مستقبل المصانع هي الارتقاء بمستوى المصانع في المملكة، طامحين من خلال هذا البرنامج أن يتم الارتقاء بمستوى كافة المصانع، والوصول بها إلى أعلى درجة ممكنة سواء كانت من حيث التقنيات المستخدمة أو من خلال العمالة الموجودة لكي يتمكنوا من الوصول إلى أفضل جودة ممكنة، وهذا ما يمكنك التعرف عليها بشكل أكبر من خلال الأدلة المعرفية للبرنامج.
4.الاهتمام بكافة القطاعات الصناعية:
شاهدنا في العديد من البرامج السابقة التي تهتم بقطاع صناعي واحد على حدى دون النظر إلى باقي القطاعات الصناعية المختلفة، ولكن من أهم المزايا الموجودة في هذا البرنامج هو أنه مهتم بكافة القطاعات الصناعية سواء كان القطاع الطبي أو قطاع الطاقة المتجددة أو قطاع السيارات وإلخ من القطاعات التي لها علاقة بالصعيد الصناعي.
5.عدم الاقتصار على المصانع الحديثة:
واحد من أهم الإيجابيات الموجودة في برنامج مصانع المستقبل هو أنه ليس مقتصر على الاهتمام بالمصانع الحديثة فحسب، بل أنه من أهم مزايا هذا البرنامج هي أنه حريص بشدة على التطوير والارتقاء بالمصانع القائمة، حيث أن هناك خطط و استراتيجيات تم وضعها بالكامل لكي يصلوا بتلك المصانع إلى أعلى جودة ممكنة.
6.تحسين جودة المنتجات:
بفضل التقنيات الحديثة التي يتم استخدامها التي تعتمد على العنصر الالي والتكنولوجي في المقام الأول التي نسبة الخطأ بها تكاد تكون معدومة وبالتالي أصبح هناك فرق ملحوظ من حيث الارتقاء وتعزيز جودة المنتجات التي يتم تصنيعها.
7.تعزيز السلامة وزيادة الأمان:
حيث أن هناك العديد من المصانع الموجودة في البرنامج معتمدة على التكنولوجيا الحديثة و المتطورة مثل الروبوتات و الاستشعار عن بعد، وهذا ما يساهم كثيراً في توفير كافة سبل الأمان للعمالة وتقليص فرص حدوث حوادث أو ما شابه.
مقالات قد تهمك: برنامج مصانع المستقبل
برنامج “مصانع المستقبل”.. 4 الآلف مصنع نحو طريق الأتمتة
برنامج مصانع المستقبل: تحول تكنولوجي نحو صناعة المستقبل
هناك العديد من الأسباب التي تجعل البرنامج هو تحول تكنولوجي حقيقي ناحية مستقبل صناعي مشرق داخل المملكة، حيث أن المنتظر من هذا البرنامج من نتائج هي غير مسبوقة، وتتمثل أهم النتائج المنتظرة فيما يلي:
- تعزيز كفاءة التشغيل:
واحدة من أهم النتائج المنتظرة من البرنامج هو عمل طفرة حقيقية من حيث تطوير كفاءة التشغيل والإنتاجية داخل كافة مصانع المملكة، حيث أن هناك رغبة ملحة على أن يتم زيادة حجم الإنتاج بنسبة تصل إلى 70%، وعلاوة على ذلك رفع كفاءة الانتاج لكي يكون مماثل للإنتاج العالمي لكي يتمكن من مواكبة التطورات التي تحدث في السوق الأوروبي والعالمي.
- خلق بيئة عمل متطورة:
من أهم الأمور التي من المتوقع تحقيقها من خلال برنامج مصانع المستقبل هي خلق بيئة عمل مختلفة عن بيئة العمل التقليدية المتواجدة في المصانع العادية، فالهدف السائد الآن هو تحسين كفاءة العمل من خلال استخدام الروبوتات والتكنولوجيا المتطورة، وعلاوة على ذلك يمكن تحسين بيئة العمل من خلال توفير كافة سبل السلامة والصحة المهنية من خلال تقليل المخاطر.
- التوقف عن الاستيراد:
بسبب أن الرغبة السائدة في الوقت الحالي داخل المملكة هي تحقيق اكتفاء ذاتي على الصعيد الصناعي، فكانت الفكرة الرئيسية التي سوف تساعدهم على تحقيق هذا الهدف هو إنشاء مبادرة برنامج المصانع، فمن خلال تزويد حجم الإنتاج، والبدء في إنتاج كافة المنتجات التي لم يكن يتم إنتاجها من قبل.
إليك كافة التحديات التي يواجهها برنامج مصانع المستقبل
على الرغم من أن هذه المبادرة هي مبادرة ممتازة وغير مسبوقة سواء كانت في المملكة بشكل خاص أو في الوطن العربي بشكل عام، إلى أن هناك العديد من الصعوبات والعوائق التي سوف يواجهها البرنامج، متمثلة فيما يلي:
- قلة الوعي:
يعتبر قلة ونقص الوعي هو من أهم التحديات التي يواجهها البرنامج، حيث أن هناك الكثيرين من أصحاب المصانع القائمة الذين لديهم رفض قاطع لفكرة التحول الرقمي، فهم مقتنعون أن ما هم عليهم الأن هو جيد وليسوا في حاجة إلى إحداث أي تغيير.
- عدم توافر الكوادر البشرية:
هذه تعتبر واحدة من أكثر الصعوبات التي يقابلها برنامج مصانع المستقبل، حيث أن التقنيات الحديثة والتكنولوجيا المتطورة التي من المتوقع أن يتم الاعتماد عليها في هذه المصانع تحتاج إلى قدرات بشرية من نوع خاص، فهذه المصانع سوف تكون في حاجة إلى مستوى رفيع ومتميز من الكفاءة المهنية، وهذا ما يعتبر غير متوافر في الوقت الحالي.
- عدم جاهزية كافة المناطق:
التحول الرقمي يحتاج إلى بنية تحتية رقمية مجهزة وقادرة على تبني فكرة المصانع الرقمية، ولا يمكننا القول أن البنية التحتية غير متوافرة في المملكة، هي فقط غير متواجدة في بعض المناطق، وبالتالي يجب أن يتم توفير البنية التحتية المناسبة في كافة المناطق بالكامل.
- تكلفة ضخمة:
يعتبر عائق التكلفة هو من أبرز المعوقات التي يواجهها برنامج مصانع المستقبل، حيث أن تكلفة أن يتم تحويل 4000 مصنع إلى مصانع رقمية هذا ما سوف يحتاج إلى تكاليف هائلة ومن الصعب تخيل حجم التكاليف التي تحتاجها التحول الرقمي.
- القلق من تقليل عدد الوظائف:
بسبب أن التحول الرقمي في المصانع يهدف بشكل كبير إلى أتمتة المهام، أي أن يتم الاعتماد على الروبوتات والذكاء الاصطناعي في مباشرة المهام داخل المصنع، أصبح هناك تخوف كبير من أن يتم التخلي عن العمالة البشرية وهذا ما سوف يؤدي إلى تقليل عدد الوظائف.
تعرف على آليات عمل مبادرة برنامج مصانع المستقبل
مبادرة ضخمة مثل البرنامج مصانع المستقبل من المؤكد أنها سوف تكون معتمدة على آليات معينة، وتتمثل هذه الآليات فيما يلي:
- تقييم وتقدير جاهزية المصانع:
من أهم اليات البرنامج هي تقييم مدى جاهزية المصانع، وهو يتمثل في النظر والتعمق في مدى جاهزية المصانع لما سوف تشهده من تحول ونقلة حقيقية. دائماً ما يتم الاعتماد على أداة التقييم “siri” لتقييم مدى استعداد المصانع للتحول.
- تقديم حوافز مالية:
تشجيعاً من المملكة للمصانع التي سوف تواكب التحمل، فهي أكدت أنها سوف تمنح حوافز مالية ومكافآت خاصة لكافة المصانع التي سوف تتمكن من تحقيق مستهدفات البرنامج، وهذا ما يؤكد الدعم الكامل التي تقدمه المملكة في سبيل الوصول إلى التحول الرقمي في المصانع بالشكل الأمثل.
- توفير برامج تدريبية:
واحدة من أهم آليات عمل برنامج مصانع المستقبل هي توفير برامج تدريبية شاملة للعمالة، حيث أن هذه المصانع تعتمد بشكل كامل على التكنولوجيا الحديثة والمتطورة وبالتالي معظم العمال ليس لديهم ما يكفي من المعرفة لكي يتمكنوا من التعامل مع التقنيات المتطورة، ولذلك لا مفر من أن يتم توفير تدريب لكافة الكوادر البشرية.
4.ربط المصانع بالجهات الأكاديمية:
يعتبر ربط المصانع بالجهات الأكاديمية أمر ضروري ولا بد منه، حيث أن هذا التعاون دائماً ما يأتي بثماره، فمن خلال الربط فيما بينهم يتم نقل المعرفة والتقنيات من الجامعات إلى المصانع، بالإضافة إلى توفير حلول فعالة للتحديات التي يواجهها القطاع الصناعي، وكذلك ايضاً يساعد هذا التعاون في تعزيز مهارات القوى العاملة.
- تفعيل الإنترنت:
برنامج مصانع المستقبل يعتمد بشكل كامل على التكنولوجيا المتطورة واستخدام الروبوتات، وبالتالي لا بديل عن أن يتم تفعيل الانترنت داخل المصانع لربط الأجهزة ببعضها لكي تتمكن من القيام بالمهام الروتينية اليومية.
- التحليلات الضوئية:
لكي يتم تشغيل المصانع بالشكل الأمثل لا بديل عن أن يتم الاعتماد على تقنيات التحليل البصري لكي يتم التمكن من مراقبة جودة المنتجات وملاحظة تواجد أي أخطاء.
دور شركة “صدى” لمساعدة المستثمرين في برنامج مصانع المستقبل
هناك الكثير من الأدوار الإيجابية التي يمكن أن تلعبها شركة صدى في سبيل مساعدة المستثمرين للاستفادة من هذه المبادرة، وتتمثل هذه الأدوار فيما يلي:
- تقديم دراسات الجدوى لضمان الحصول على التمويل.
- توفير كافة المتطلبات والاشتراطات الخاصة بمبادرة البرنامج.
- توفير خطوط الإنتاج بالكامل للمصانع.
- عمل وتقديم دراسات جدوى تضمن من خلالها نجاح مصنعك.
- إعداد دراسة جدوى مالية تفصيلية تضمن من خلالها معرفة كافة المصاريف والإيرادات المتوقعة.
- مساعدة المستثمرين على توفير كافة الاحتياجات الداخلية للمصانع.
- مساعدة المستثمرين على اختيار أفضل فكرة للمصنع التي من المؤكد لها النجاح.
خلاصة القول
يُعتبر برنامج مصانع المستقبل هو من أهم البرامج التي ستؤدي إلى حدوث ثورة صناعية حقيقية داخل المملكة، حيث أن التصور الذي تم وضعه سيحدث الفارق على الصعيد الصناعي، فهو مختلف تماماً عن كافة البرامج التي تم وضعها من قبل وسيصل بالمملكة إلى الاكتفاء الذاتي بل ربما يكون هناك فائض في الإنتاج والصناعات.
إن برنامج مصانع المستقبل سوف يشهد طفرة حقيقية ونوعية من حيث التطور والارتقاء على الصعيد الصناعي داخل الممكلة العربية السعودية، كل ما يحتاجه هو فقط إيجاد بعض الحلول للعوائق والتحديات التي من المتوقع أن يقابلها.