دراسات الجدوي والمشاريع التنموية

دراسات الجدوي
دراسات الجدوي

تعد دراسات الجدوي من أهم الاعتبارات الاقتصادية التي تتعلق بتكوين وتهيئة المشروع الاستثماري وعليه مستقبل المنشأة التي ستتولى إدارته والتي تقوم على كيفية إعداد دراسة الجدوى الفنية والاقتصادية له وما تتضمنه وأيضاً حول الجهة التي تقوم بها.

 فإن تأسيس أي مشروع يتطلب موارد مادية وجهوداً بشرية محددة، وهو بحد ذاته يعد عملاً في غاية الأهمية، غير إن الأهم من تأسيس المشروع، هو ضمان استمرار عمله ودوامه والاستفادة منه ضمن عمره الاقتصادي بصورة جيدة فنياً واقتصاديا.

ومن هنا تتضح أهمية دراسات الجدوي للمشاريع ليس فقط عند إعدادها بل فيما بعد إنجازها وتشغيلها أيضاً.

أن أهمية وضرورة إخضاع المشاريع لدراسة الجدوى لا تقتـصر فقط علـى المـشاريع الحكومية الكبرى، بل ربما تحتل أهمية أكبر بالنسبة للاستثمارات ضمن النشاط الخـاص بسبب طبيعة تلك الاستثمارات وحالة التنافس التجاري التي يخضع لها الاستثمار الخاص.

وبالنظر لكون  أو حتى المشروعات نفسها هي ليست هدفاً بحد ذاتها، بل وسيلة لتحقيق أهداف اقتصادية واجتماعية أعم وأشمل للمجتمع، ما يؤدي إلى إمكانية تحقيق أفضل استخدام للموارد المادية والبشرية والمالية المتاحة، والتي يجب التعامل معها بأسلوب علمي رصين وبدقة متناهية بهدف الوصول إلى درجة عالية من المصداقية في نتائجها.

فإن كنت ترغب في إنشاء أيّ مشروع خاصّ بك، فإن صدى للاستشارات والدراسات الاقتصادية من أفضل الخيارات لشركات دراسات الجدوى  في الإمارات التي تقوم بمساعدتك على أن تخطو الخطوات الأولى والأساسية في مشروعك.

ماهية دراسات الجدوي الاقتصادية

تعد دراسة الجدوى الاقتصادية كما يعبّر عنها الاسم، دراسةٌ مُعدة للكشف عمّا إذا كان مشروع أو خطّة ما مُجدية وقابلة للتنفيذ. إنّها باختصار تقييم لإمكانية التطبيق العملي لخطّة/ مشروع مقترح.

وتعتبر دراسة الجدوى الاقتصادية جزءًا من مرحلة التصميم الأولية لأيّ مشروع. حيث يتمّ إجراؤها للكشف بشكل موضوعي عن نقاط القوّة والضعف في أيّ مشروع مقترح أو قائم بالفعل. ويمكنها أن تساعد في تحديد وتقييم الفرص والتهديدات الموجودة في البيئة المحيطة بهذا المشروع.

بالإضافة إلى ذلك، تسهم هذه الدراسة في معرفة الموارد المطلوبة للمشروع وكذلك آفاق النجاح، فهي تُجيب غالبًا عن السؤالين التاليين:

  1. هل تمتلك الشركة (الفرد) الموارد والتقنيات المطلوبة لبدء مشروع معيّن أو تنفيذ خطّة محدّدة؟
  2. هل ستحصل الشركة (الفرد) على مردود عالٍ ومُجزٍ مقابل هذا الاستثمار؟

 أهمية دراسات الجدوي 

يرى البعض أنّ القيام بإجراء دراسة جدوى اقتصادية سيؤدي إلى إحدى نتيجتين؛ إمّا قتل المشاريع أو إنجاحها، غير أنّ هذا الأمر ليس صحيحًا، فما تفعله دراسة الجدوى في الواقع هو أنّها تمنحك صورة أكثر وضوحًا حول ميزانيتك ونقاط قوّتك اللوجيستية كما تساعدك على تعديل نطاق مقترح مشروعك ليتوافق مع قدراتك.

ليس هذا وحسب، فقد ثبت أنّ لدراسة الجدوى الاقتصادية العديد من المنافع الأخرى مثل:

  1. تسليط الضوء على فرص جديدة ربما لم تكن واضحة من قبل.
  2. تعزيز وتقوية تركيز فريق العمل.
  3. زيادة نسبة نجاح المشاريع.
  4. رفع الوعي لاتخاذ قرارات أفضل بشأن المشاريع التي يتمّ تنفيذها.
  5. توضيح متطلّبات المشروع.

خصائص ومعايير دراسات الجدوي الاقتصادية

هناك مجموعة من الخصائص والمعايير التي تشكّل تقرير الجدوى، لعلّ أهمها الأسئلة الأساسية للجدوى، وفيما يلي مجموعة من الأسئلة التي يجب أن تجيب عليها معظم دراسات الجدوى من أجل تبرير مشروع أو خطة عمل أو منهجية ما:

هل هذه الخطة مجدية من الناحية التقنية؟

هذا السؤال المبدئي سيساعدك على تحديد ما إذا كانت شركتك أو مشروعك تمتلك المصادر التقنية اللازمة لتنفيذ المشروع بنجاح.

ويشمل ذلك تقييم كلّ المعدّات والبرامج وغيرها من الأصول التقنية التي تمتلكها، ومن ثمّ تحديد ما إذا كانت

تتوافق مع متطلّبات المشروع الذي تُقبل على تنفيذه أم لا.

  1.  هل هذه الخطة/ المشروع قانونية؟
  2. هل تستوفي شركتك جميع المتطلبات والقوانين واللوائح اللازمة لإتمام هذا المشروع؟

ولا يمكن أن ينجح مشروعك على الإطلاق في حالة لم يستوفِ الحدّ الأدنى من الشروط القانونية اللازمة لتنفيذه، والتي تشمل كلّ شيء بدءًا من قوانين حماية البيانات ووصولاً إلى متطلّبات البناء.

وما لم تتمّ الإجابة عن هذا السؤال في دراسات الجدوي الاقتصادية، فلن يمرّ وقت كثير حتى تكتشف أنّ فريقك ربما ليس ملتزمًا ببعض القوانين والقواعد، أو ربّما أهملها دون علم منه الأمر الذي سيؤدي إلى ضياع الكثير من الوقت والموارد لاحقًا لحلّ هذه المشكلة.

هل هذه الخطة مجدية من الناحية التشغيلية؟

بمعنى آخر، هل سيتمكّن هذا المشروع من حلّ المشكلات التي ترجو أنت حلّها من خلال تنفيذه؟ هل هذا الحلّ موثوق ومستدام وذو تكلفة مقبولة؟

من غير المنطقي على الإطلاق إنفاق الوقت والمال والجهد في مشروع لا يرجّح أن يحقّق نتائج ملموسة ذات جودة عالية لفريق عملك أو شركائك.

 هل هذه الخطة/ المشروع مجدية خلال مدة زمنية معقولة؟

يعدّ هذا السؤال من أهمّ الأسئلة التي يجب أن تطرحها في دراسات الجدوي الاقتصادية: هل تملك من الوقت ما يكفي لإتمام هذا المشروع؟

من المهمّ للغاية أن تُعدَّ جدولاً زمنيًا واقعيًا لتنفيذ مشروعك وإتمامه، وإلاّ فسوف تجدُ نفسك متخلّفًا عن مواعيد التسليم النهائية، أو قد تضطرّ للتضحية بجودة المخرجات من أجل إتمام العمل في الوقت المناسب.

 هل هذه الخطة/ المشروع مجدية اقتصاديا؟

وهو السؤال الأهمّ في دراسة الجدوى الاقتصادية، ومن خلال الإجابة عن هذا السؤال ستحدّد ما إذا كان هذا المشروع سيوفّر القيمة المفترضة اللازمة لتبرير تكلفته أم لا، حيث ويمكن لمكتب لدراسة الجدوى تقييم جدوى المشروع أو الخطّة من خلال عدّة عوامل تتضمّن الآتي:

  1.  ربحية المشروع (هل هو مربح أم لا؟)
  2. التكلفة الإجمالية لإتمام المشروع.
  3. الاستثمارات التقديرية من الأطراف الخارجية.

وبغضّ النظر عن مدى جودة مشروعك، إذا لم تكن الأرقام السابقة متوازنة فعليك في هذه الحالة إمّا البحث عن ميزانية أكبر أو التخلّي عن المشروع لأنه لا يستحقّ المخاطرة.

 كيفية إعداد دراسة الجدوى الاقتصادية

تعتبر دراسات الجدوي تحليلاً عميقًا لتحديد جميع العوامل التي ستسهم في نجاح المشروع أو فشله. وفي الوقت الذي تستطيع فيه أنت نفسك إعداد دراسة جدوى لمشروعك بنفسك، يبقى من الأفضل على الدوام أن تستعين بمتخصصين في هذا المجال.

لكن، لنفترض أنّك ترغب في البدء بمشروع صغير في مجال ما. يمكنك في هذه الحالة البدء بإعداد دراسات الجدوي مبدئية قبل اللجوء إلى المختصّين، فيما يلي طريقة إعداد دراسة جدوى اقتصادية ناجحة في خمس خطوات:

الخطوة الأولى: القيام بإجراء تحليل مبدئي

لا شك أن القيام بإعداد دراسة جدوى اقتصادية كاملة يستغرق الكثير من الوقت والموارد، ولهذا، وبدلاً من الغوص مباشرة لإعداد تقييم مفصّل ومتعمّق، من المهمّ بداية أن تجري تحليلاً مبدئيًا تدرس في الوضع العام. يمكنك أن تعتبر التحليل المبدئي كاختبار أهلية يحدّد ما إذا كان يجدر بك فعلاً إجراء دراسة جدوى مفصّلة أم لا.

عند القيام بتحليل مبدئي، احرص على اتباع الخطوات الأساسية التالية:

  1.  قم بوضع مخطط عام للفكرة.
  2. حدّد كلّ شيء ترغب في تحقيقه من خلال تنفيذ هذا المشروع. واكتب الأسباب التي تجعل من الفكرة/ المشروع أو الخطّة أمرًا في غاية الأهمية لفريقك وشركتك وعملك بشكل عام.
  3. قم بتقييم حالة السوق في هذا المجال.
  4. حاول العثور على أمثلة لمشروع مماثل لمشروعك في السوق، وتبيّن ما إذا كان الآخرون قد نجحوا في تنفيذه وإدارته.
  5.  إختبر مدى قدرتك على التقدم على منافسيك.

فكّر في الأمر: ما الذي تستطيع فعله بشكل مختلف لتضمن نجاح فكرتك؟ هل لديك موهبة مميزة؟ موقع مميز؟ أو تقنية فريدة؟

  1.  حدد مخاطر المشروع

إدارة المخاطر هي جزءٌ مهمّ للغاية من عملية تقييم دراسات الجدوي أيّ مشروع. لذلك عليك تقييم المخاطر لتحديد أيّ مشاكل أو قضايا قد تهدّد نجاحك.

بمجرّد الانتهاء من التحليل المبدئي، ستمتلك فكرة أفضل حول ما إذا كان يجدر بك الاستمرار في استكشاف جدوى مشروعك أم لا.

في حال لم تواجهك أيّ مخاطر تذكر عند إجراء هذا التحليل فذلك يعني أنّ الوقت قد حان للانتقال إلى الخطوة التالية، والبدء بإعداد دراسة جدوى متعمّقة.

ملاحظة: هذه الخطوة لا توضّح ما إذا كان مشروعك قابلاً للتنفيذ حقًا أم لا، فكلّ التحاليل المبدئية ليست سوى بحث سطحي، والعديد من القضايا والمشاكل قد تظهر لاحقًا خلال دراسة الجدوى الفعلية.

الخطوة الثانية: قم بإنشاء مخطط نطاق المشروع

الآن وقد أصبحت لديك فكرة عامة وفهمًا مبدئيًا حول المشروع الذي أنت في صدد الإقبال عليه، حان الوقت لإنشاء مخطط نطاق المشروع أو الـ Scope Outline.

يفصّل هذا المخطط أهداف المشروع مستعينًا بأسئلة دراسات الجدوي الخمسة (معايير الجدوى الاقتصادية) المذكورة أعلاه، وهي:

  1. هل هذه الخطة مجدية من الناحية التقنية؟
  2. هل هذه الخطة/ المشروع قانونية؟
  3. هل هذه الخطة مجدية من الناحية التشغيلية؟
  4. هل هذه الخطة/ المشروع مجدية خلال مدة زمنية معقولة؟
  5. هل هذه الخطة/ المشروع مجدية اقتصاديا؟

بالاستعانة بهذه الأسئلة الخمسة، سوف تحدّد الخطوط العريضة لمبادئ المشروع الأساسية بما في ذلك الوضع الحالي أو المشكلة الحالية التي تسعى لحلّها، الأهداف التي تريد تحقيقها، التقديرات حول أثر المشروع وما تحتاجه لتحقيق هذا الهدف.

نصيحة:

قبل البدء بوضع مخطط نطاق المشروع، أجرِ تقييمًا لنقاط قوّة شركتك ومواضع ضعفها فيما يتعلّق بهذا المشروع. تعرّف على الجوانب في شركتك والتي قد تؤثّر على نجاح المشروع أو فشله.

الخطوة الثالثة: القيام بإجراء بحث حول السوق داخل دراسات الجدوي 

وهو الاسم الأكثر شيوعًا الذي يصف هذه الخطوة، لكن لا تحتاج كلّ المشاريع إلى بحث حول السوق بالضرورة، ولا تدور جميع المشاريع حول منافسة أعمال ومشاريع أخرى.

قد يكون الهدف من بعض المشاريع، تحسين الأداء أو تجربة نهج إدارة جديد أو حتى استخدام برمجية جديدة لتنظيم وإدارة العمل في شركتك.

وعلى أيّة حال، فهذه الخطوة مهمّة للغاية في اكتشاف مدى جدوى مشروعك أو فكرتك. فأيّ طريقة أفضل لمعرفة ما إذا كان مشروعك سينجح من أن تدرس تجارب الآخرين في تنفيذه أو في تنفيذ مشاريع مشابهة.

  • ما هي أهمية إجراء بحث حول السوق؟

فيما يلي خمسة فوائد رئيسية لذلك:

  1. تحديد والتعرّف على فرص السوق الأخرى لمشروعك (عملاء جدد، استخدامات إضافية، إلخ).
  2.   معرفة المزيد حول المنافسين بما ذلك ما يقدّمونه من منتجات، خدمات، وما يستخدمونه من خيارات تسويقية بالإضافة إلى قاعدة عملائهم والكثير غير ذلك.
  3. معرفة المزيد حول سوق مشروعك بما في ذلك حجم واحتياجات عملائك المحتملين.
  4. الخروج باستنتاجات حول ما إذا كان هذا المشروع قد نجح في الماضي، وقيمة تكلفته السابقة وشكل الأرباح التي حقّقها.
  5. اكتساب معلومات حول أفضل سبل تنفيذ المشروع، مثل الإطار الزمني، طاقم العمل اللازم وحتى أساليب وأشكال الإدارة.
  • كيف تنفذ بحثا حول السوق داخل دراسات الجدوي؟

هنالك العديد من الطرق والوسائل التي يمكنك من خلالها إجراء بحث حول السوق، نذكر منها:

  1. الجماعات المركّزة Focus Groups
  2. استطلاعات الرأي.
  3. المقابلات الشخصية (مع العملاء، الخبراء…الخ).
  4. ملاحظة ومراقبة الشركات الأخرى المنافسة.
  5. متابعة منصات التواصل الاجتماعي وما يقوله المستخدمون حول مجال مشروعك.
  6. معلومات الملكية العامة (البيانات والمعلومات المجانية غير المملوكة لجهة أو شخص معيّن).

 ملاحظة:

تذكّر دومًا أن الجماعات المركّزة أو المقابلات الشخصية تقدّم معلومات متحيّزة أكثر من وسائل جمع البيانات الأخرى كاستطلاعات الرأي مثلاً، لذا حاول دومًا أن تجمع بياناتك من مصادر متنوّعة مختلفة متحيّزة وحيادية عند إجراء بحث حول السوق.

الخطوة الرابعة: القيام بحساب تكلفة المشروع المالية لدى دراسات الجدوي

لم يبقَ الكثير لتُنهي دراسة الجدوى الاقتصادية الخاصّة بمشروعك، وقد وصلت الآن إلى خطوة حاسمة للغاية. أيًّا كان نوع مشروعك، فالتكلفة الماديّة هي في الغالب ما يُحبط نجاحه ويحول دون تحقّقه على أرض الواقع. حيث يوجد العديد من العوامل المالية التي تحدّد جدوى مشروع أو خطّة معيّنة، لكن أهمّها تنحصر في الأسئلة التالية:

  1. هل ستأتي مواردك المالية من داخل شركتك أم من مموّل خارجي؟
  2. ما هي تكلفة الفشل المادية عند تنفيذ المشروع؟ (كما سيكلفك هذا المشروع من المال في حال فشله؟)
  3. ما هي المخاطر التي ستفرض عبئًا ماليًا لا داعي له على ميزانية مشروعك؟
  4. ما هي نقطة التعادل للربح حينما يتمّ تنفيذ مشروعك؟ (نقطة التعادل للربح: هي النقطة التي تكون عندها التكلفة والإيرادات متساوية فلا يوجد ربح أو خسارة).
  5. كم من المال ستحتاج لإتمام هذا المشروع بما في ذلك المخاطر؟

كن حريصا دومًا على إبقاء قانون مورفي في ذهنك أثناء إجراء تحليل لتكلفة المشروع المالية داخل دراسات الجدوي، لأنّ كل ما يمكن أن يكلفك مبالغ مالية، سيكلّفك بالفعل مبالغ مالية.

* قانون مورفي (Murphy’s Law) : “هو مجموعة من الأقوال المأثورة التي تنصّ على أنّ “أي شيء يمكن أن يسير بالاتجاه الخاطئ، سيسيرُ في الاتجاه الخاطئ”.

قد يبدو لك التفكير على هذا النحو أنّه تفكير سلبي وتوقّع للأسوأ، لكن من المهمّ حقًا أن تضع في حسبانك أنّك ستُنفق مبالغ مالية أكثر بكثير ممّا تتوّقع عند تنفيذ مشروعك.

نصيحة:

وعند طلبك لاستشارات الاقتصادية من شركة استشارات اقتصادية أو من شركات دراسات الجدوي فتجد أنها ترى أنه من الأفضل على الدوام أن تبالغ في تقييم التكاليف المادية لمشروعك، سيكون هذا الأمر واضحًا على وجه الخصوص عند إجراء تقييم المخاطر الخاص بك وتحديد التكاليف واحتمالية جميع المشكلات المحتملة.

الخطوة الخامسة: قم بمراجعة الدراسة وقدم مخرجاتها للشركاء في المشروع

وعندما يحين الوقت في النهاية للقيام بتقييم كلّ ما قد عثرت عليه من معلومات وبيانات ومن ثمّ تقديمها للشركاء في المشروع أو العملاء أصحاب العلاقة.

تأكّد هنا من أنّ النتائج التي توصّلت إليها تُقدّم إجابات وافية عن المعايير الخمسة لدراسة الجدوى الاقتصادية، وفي حال كانت الإجابة عن جميع هذه الأسئلة بالإيجاب، فذلك يعني أنّ المشروع أو الخطة مجدية اقتصاديًا وتستطيع البدء بتنفيذها.

لكن إن كان هناك بعض المشكلات أو العوائق في جانب أو أكثر من جوانب الدراسة فذلك لا يعني أنّه عليك التخلي عن المشروع كاملاً، بل ربما هي فرصة لك لتُعيد تقييم نهجك وميزانيتك كي تتناسب أكثر مع شركتك.

ملاحظة: حتى وإن كان القرار النهائي بشأن البدء بالمشروع بيد طرف ثالث غيرك، لا تتردّد في التعبير عن أفكارك الخاصّة حول الموضوع، واحرص حينها على استخدام جمل قصيرة مختصرة مستندة إلى النتائج التي توصّلت إليها من بحثك، ثمّ كتابتها في نهاية دراسات الجدوي.  

وهكذا فقد أصبحت دراسة الجدوى الخاصّة بمشروعك جاهزة. ويمكنك بناءً عليها اتخاذ القرار بالمُضي قدما في المشروع أو العدول عنه أو إجراء بعض التعديلات على مختلف جوانبه قبل الاستمرار فيه.

وحتى نسهّل عليك الأمر أكثر فقد أرفقنا لك فيما يلي نموذج دراسة جدوى اقتصادية جاهزًا يمكنك الاستفادة منه عند إعداد دراسة الجدوى الخاصّة بك.

مكونات دراسات الجدوي

تقسم دراسات الجدوى عادة الى نوعين:

  1. دراسات الجدوى الأولية للمشروع: وتسمى أحياناً بدراسات ما قبل الاستثمار. ويكون الغرض منها توضيح الهدف الرئيسي من إقامة المشروع وإعطاء فكرة أولية عن مستلزماته المادية والمالية والبشرية وكذلك التخمين الأولي عن المردودات الاقتصادية والمنافع المتوقعة منه مقابل الاستثمارات اللازمة له. وتسعى هذه الدراسة الى المساعدة في اتخاذ القرار المناسب بشأن المضي بدراسة المشروع وتبرير النفقات التي ستصرف على إعداد دراسات الجدوى التفصيلية له.
  2. دراسات الجدوى الفنية والاقتصادية للمشروع: وهي الدراسة المفصلة عن مستلزمات المشروع التنفيذية والتشغيلية من الناحيتين الفنية والاقتصادية. وتعتبر الدقة والموضوعية ذات أهمية بالغة بالنسبة لها، لكونها هي التي ستحدد مستقبل المشروع، أما المضي بتنفيذه، أو التخلي عنه، أو تأجيله لمرحلة لاحقة.

وعليه يجب أن تناط مهمة أعداد هذه الدراسة بعدد من الاختصاصيين مهندسين، اقتصاديين احصائيين فنيين وغيرهم من ذوي الخبرة العالية في الحقل المطلوب دراسته وبالنظر لأهمية هذه الدراسة فإن البيانات التي تتضمنها يجب أن تكون دقيقة وواقعية وحديثة ومرتبة بشكل منظم وواضح وتغطي كافة جوانب المشروع لغرض تسهيل عملية التقييم لنتائجها.

لذلك نرى بأن الدول المتقدمة حضارياً قد عمدت الى إنشاء شركات ومؤسسات ومكاتب استشارية فنية اقتصادية متخصصة لهذا الغرض، وتتمتع باستقلالية تامة في عملها عن الجهات التـي تقـدم توصياتها إليها.

ولهذا نرى بأن أغلب الشركات الخاصة والمؤسسات الحكومية في تلك الدول تعمد الى احالة مشاريعها الى شركات استشارية متخصصة عوضاً عن القيام بها من قبل كوادرها. وهذا لا يعني بأن كوادرها غير قادرة على إعداد مثل هذه الدراسات وإنما بسبب ضمان تحقيق الاستقلالية والموضوعية المطلوبة في عملية صنع القرار لاختبار المشروع الناجح.

تعتمد مكونات دراسات الجدوي التفصيلية وشموليتها على طبيعة المشروع والجهة التي تقدم إليها لصنع القرار الاستثماري، وعلى سبيل المثال، ندرج أدناه أهم المكونات الرئيسية الدراسة الجدوى الفنية والاقتصادية لمشروع صناعي نموذجي:

  1.  دراسة السوق وتوقعات الطلب.
  2. أهداف ومبررات إقامة المشروع.
  3.  الدراسة الفنية والمسلك التكنولوجي وتحديد الطاقة الانتاجية.
  4.  دراسة اختيار موقع المشروع.
  5. دراسة احتياجات المشروع من الخطوط الانتاجية والخدمات الصناعية.
  6. دراسة احتياجات المشروع من القوى العاملة.
  7. تخمينات التكاليف الاستثمارية.
  8. دراسة أساليب تنفيذ المشروع وبرمجة الأعمال.
  9. دراسة مؤشرات الجدوى الاقتصادية والمالية.
  10. الاستنتاجات والتوصيات.

 دراسة الطلب وتوقعاته المستقبلية داخل دراسات الجدوي

تحتل دراسة الطلب وتوقعاته المستقبلية أهمية خاصة بالنسبة لأية منشأة اقتصادية، ليس فقط خلال إعداد دراسة الجدوى في مرحلة التأسيس، وإنما في مرحلة التشغيل أيضاً وذلك لضمان تصريف كامل إنتاجه وبالأسعار المناسبة خلال العمر الاقتصادي للمشروع من جهة، وتحديد إمكانيات التوسع والتطوير في الطاقات الإنتاجية القائمة بالحجم الملائم والتوقيت الزمني المناسب من جهة أخرى.

ومن المؤسف أن بعض المسؤولين عن إدارة منشآت اقتصادية انتاجية لا يعطون تسويق منتجاتهم ما تستحقه من أهمية وما تتطلبه من دراسات ومتابعات دورية ومستمرة.

 العوامل المؤثرة على الطلب 

يتأثر الطلب على أية سلعة أو خدمة بعدد من العوامل، تدرج في أدناه أهمها:

  1. دخل المستهلك.
  2. الناتج القومي الإجمالي.
  3. معدل النمو السنوي في إنتاج تلك السلعة معدلات النمو في القطاعات الاقتصادية الرئيسية – وضعية الميزان التجاري وميزان المدفوعات.
  4. عدد السكان وعدد المستهلكين.
  5. أسعار السلع الأخرى المكملة او البديلة (الإحلال والمنافسة).
  6. وضعية الميزان التجاري وميزان المدفوعات.
  7. سلوكية وذوق المستهلك والمحاكاة بين المستهلكين.
  8. التقدم التكنولوجي.
  9. التوقعات المرتقبة في الظروف غير الاعتيادية.
  10. سياسات الدولة.

تخمين الطلب وقياس تغييراته

  • يستند تخمين الطلب الحالي (أو) الطلب الفعال على أرقام الاستهلاك الفعلي خلال فترة زمنية مناسبة (سنة واحدة عادة . ومن خلال تلك الأرقام يتم الحصول على الاستهلاك الظاهري من جمع كميات الإنتاج المحلي مضافا إليها الاستيرادات ومطروحاً منها الصادرات ومضافا إليها محصلة التغيير في الخزين، ويعبر عن ذلك بالمعادلة التالية:
  • أ.ظ = ج + (س – ص) + (خ أ – خ ن)

وترمز:

أ.ظ = الاستهلاك الظاهري.

ج = كميات الإنتاج المحلي.

س = كميات الاستيراد.

ص = كميات الصادرات، إن وجدت.

خ أ = كميات خزين آخر المدة.

 خ ن = كميات خزين أول المدة.

طرق احتساب توقعات الطلب

يعتبر التنبؤ بالطلب المستقبلي على سلعة معينة أو عدد من السلع (أو الخدمات) مــن الدراسات التحليلية المهمة بالنسبة لاقتصاديات المنشأة. هنالك أساليب وأدوات مختلفة للتنبؤ بالطلب المستقبلي، منها أساليب نوعية وأخرى كمية تمتاز الأساليب النوعية عادة بعدم دقة نتائجها نسبيا لذلك فهي تستعمل التنبؤات المستقبلية ذات المديات المتوسطة والطويلة. أما الأساليب الكمية فهي أكثر دقة وتستعمل عادة للتنبؤات ذات المديات القصيرة والمتوسطة.

خلاصة القول 

تطرقنا في الفقرات السابقة، ولو بشكل مركز ومقتضب، إلى العديد من مكونات دراسات الجدوي الاقتصادية والفنية المتعلقة بالمنشأة الاقتصادية الاستثمارية في مراحلها التخطيطية والتنفيذية والتشغيلية، كإعداد المشروع وتوقعات الطلب والطاقة الانتاجية والتمويل والاستثمارات المطلوبة وتكاليف الإنتاج والإيرادات وتسويق المنتجات وغيرها، كما تحدثنا عن التحليلات الاقتصادية والمالية والتقييم الاقتصادي اللاحق للمشروع ومقاييس الربحية التجارية والاقتصادية له.

نقدم في صدى للاستشارات والدراسات الاقتصادية بعض النصائح التي تتعلق بدراسات الجدوى، وهذا من خلال الممارسة والخبرة الطويلة:

أولاً: بأن الهدف المطلوب هنا هو ليس أنشاء مشروع بحد ذاته، بل ما سيقدمه من مساهمة إيجابية، بعد انجازه وتشغيله في توفير المنتجات والخدمات التي يحتاج إليها حيث يتم توضيح ذلك بداخل دراسات الجدوي.

 المواطن بأفضل نوعية متاحة وأقل كلفة ممكنة بما يؤدي إلى تحقيق التنمية المستدامة والمتصاعدة والتقــدم وثانياً: نود أن نؤكد لهم، بأنه لا يمكن تنفيذ أي مشروع تنموي ومن ثم تشغيله بدون مجابهة والمعوقات أو حتى حدوث بعض الهفوات والأخطاء والمهم هنا هو ليس التغاضي عن تلك المشاكل والأخطاء، بل المهم والواجب، هو تشخيص تلك المعوقات والأخطاء بأسرع وقت ممكن، ومعالجتها وتجنب تكرارها ووضع المشروع في المسار الصحيح المقرر لـه المشاكل وبالتالي التطور للمجتمع عموما.

وثانيا: أنه لا يمكن تنفيذ أي مشروع تنموي ومن ثم تشغيله بدون مجابهة المشاكل والمعوقات أو حتى حدوث بعض الهفوات والأخطاء والمهم هنا هو ليس التغاضي عن تلك المشاكل والأخطاء، بل المهم والواجب، هو تشخيص تلك المعوقات والأخطاء بأسرع وقت ممكن، ومعالجتها وتجنب تكرارها ووضع المشروع في المسار الصحيح المقرر له.

إذا كنت بحاجة إلى متخصص دراسات جدوى واستشارات اقتصادية يحقق لك ما تطمح، عزيزي فيمكنك الاستعانة بمكتب ماستر كأفضل مكتب في الخليج حيث يتيح لك عرض الدراسة الخدمي 4000  ريال  والصناعي 6000 ريال، فلا تتردد! يمكنك التواصل معنا الحين

اتصل بنا اليوم لحجز استشارتك المجانية 00966565322559

دراسة جدوى المشاريع الصناعية بخصم 20%